الإسلام آخر الأديان السَّماويّة المُنزلة على النّبيّ محمد صلى الله عليه وسلم في مكّة المكرّمة، ودستور هذا الدِّين هو القرآن الكريم باللُّغة العربيّة الفُصحى الباقي بين النّاس حتى قِيام السَّاعة. الإسلام في اللغة من الفعل الرُّباعيّ أَسلَمَ أي أذعن واستسلم وأطاع، واصطلاحًا هو الاستسلام لله بالتّوحيد، والانقياد له بالطَّاعة في تنفيذ ما أمر به واجتناب ما نهى عنه، والابتعاد عن الشِّرك الأكبر والأصغر، قال الله تعالى:"بلى من أسلم وجهه لله وهو محسنٌ فله أجرٌ عند ربه ولا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون".
الإسلام دين الفطرة السليمة، التي أينما وجدت وجد الإسلام معها، مقترناً بها، وداعياً إليها، ومعززاً لها، وعليه فقد دعا الإسلام إلى توحيد الله تعالى توحيد ألوهية، وربوبية، وأن لا يشرك الإنسان معه شيئاً، وإلى الإيمان بالملائكة الكرام، وبالكتب التي أنزلها على رسله العظام، وبالرسل والأنبياء جميعاً لا تمييز بينهم، وباليوم الآخر وما يتضمنه من ثواب وعقاب، وبالقدر خيره وشره. كما دعا إلى التحلي بمكارم الأخلاق، من صدق، وأمانة، وبر للوالدين، وصلة للأرحام، وعطف على الصغير، وتوقير للكبير، واحترام للمخالف، وغيرها. من جهة أخرى فقد ساوى الإسلام بين الناس، لا تفاضل بينهم إلا على أساس: التقوى، والعمل الصالح، والله تعالى له القول الفصل في ذلك، ولا يجوز لأي شخص أن يتدخل في هذا الأمر، فيلعب هو دوراً لا يناسبه، فلنا نحن الظواهر، ولله الظواهر، والبواطن، فهو الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماوات. فرض الله تعالى على الناس عبادته، ورغب إليهم التزلف إليه، فمن أنواع العبادات المفروضة: الصلاة، والزكاة، والصوم، وحج البيت، كما جعل الله للمسلم الخيار في زيادة العبادة بالقدر الذي يشاؤه، وكل عمل يقوم به له عليه أجر، سواء كان هذا العمل أخلاقياً، أم تعبدياً، حتى الابتسامة في وجه الآخرين تعتبر عملاً يقرّب إلى الله تعالى، ويزيد من حسنات المسلم. حرّم الله تعالى كافة المحرّمات الأخلاقية، من القتل، والزنا، وعقوق الوالدين، وقطيعة الأرحام، والحسد، والتباغض، والغيبة، والنميمة، والربا، والظلم، والبغي، والاعتداء على الآخرين بغير وجه حق، وقول الزور، والكذب، والخيانة، وأكل أموال الآخرين بالباطل، كما حرم على المسلمين ما له علاقة بالمأكل، والمشرب، والملبس؛ كشرب الخمر، وأكل الخنزير، ولبس الرجال للذهب، والحرير. وقد حرم الله أيضاً بعض الممارسات السلبية السيئة؛ كالقمار، والميسر، والأنصاب، والأزلام.
عبّر عن تعليقكالإبتسامات